سجال بين مسؤولين حكوميين حول تسجيل المحظرة بقائمة التراث الإسلامي

تشهد صفحات فيسبوك موريتانيا منذ يوم أمس الاثنين سجالا بين مسؤولين حكوميين حول تسجيل المحظرة ضمن قائمة التراث الإسلامي ومن يعود له الفضل في تحقق ذلك.
وجاء السجال بعد تدوينة مقتضبة لوزير الثقافة السابق المختار ولد داهي والذي يشغل حاليا منصب وزير الصحة، وصف فيها ما تحقق بأنه «خطوة موفقة» وأكد أنه سيتم تسجيل المحظرة أيضا على قائمة التراث العالمي، حيث اعتبر البعض أن الوزير يشير إلى دوره في الأمر.
تزييف للوقائع وتحريف للمسار
الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم محمد ولد سيدي عبد الله، قال إن الترشح جاء بتعليمات من الرئيس محمد ولد الغزواني تم تنفيذها بالتنسيق بين قطاع الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، ووزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم.
وقال الأمين العام للجنة في تدوينة على فيسبوك إن «كل من ساهموا في ترشيح هذا الملف من مسؤولين وكبار الموظفين والخبراء والفنيين؛ إنما اضطلعوا بالأدوار الوطنية التي من أجلها تمت تكليفهم، وأي شطط أو مزايدة في هذا الإطار يعد تزييفا للوقائع وتحريفا للمسار الذي اتبعه سير هذا الملف، ووجهته الدولة بوسائلها ورمزيتها إلى أن تحقق الغرض».
وعن ملف ترشيح المحظرة على قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو، والذي أشار إليه الوزير ولد داهي، قال الأمين العام للجنة إن الحديث عنه «سابق لأوانه، وغير مألوف من حيث الشكل».
كما أشار امتلاكه «كل الوثائق التي تؤكد كل ما تمت الإشارة إليه ولم يشر إليه»، لافتا إلى «تفكير البلدان في تسجيل عناصر من ثقافات بلدان أخرى».
وأضاف أنه يود التنبيه إلى «الحقيقة التي تجاهلها معظم من نشروا أو علقوا على هذا الخبر، وهي أن المحظرة بخصوصياتها التربوية وعلمائها وسفرائها هي من سجلت نفسها في قلوب الناس طلبة ومهتمين وباحثين».
تفاعل فوري مع خطاب المختار
المكلف بمهمة في وزارة الثقافة الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله، وصف تسجيل المحظرة كتراث إسلامي بأنه كان تفاعلا فوريا من رئيس الأسيسكو مع خطاب الوزير المختار ولد داهي في اجتماع وزراء الثقافة العرب على هامش أكسبو دبي يناير الماضي.
وقال ولد سيدي عبد الله إن رئيس الأسيسكو الذي حضر الاجتماع بصفته مراقبا، أكد الأمر للوزير ولد داهي «بمكان الاجتماع و دقائق بعده فى تصريح رسمي بعد زيارته صحبته لجناح موريتانيا بأكسبو دبي».
كما أشار إلى أن إيداع ملف الترشح تم قبل استلام ولد داهي لعمله بالقطاع وأن اللجنة المختصة أبدت عدة ملاحظات على صيغته الأولى، فشكل ولد داهي لجنة «واستعان بخيرة خبراء البلد فى المجال وأشرف شخصيا على مراجعة الملف بنسختيه العربية والفرنسية واستعان توجيها وإرشادا بمراجعات مراجع عديدين فى المجال منهم الشيخ الخليل النحوي وتم إيداع الملف فى الآجال بجهد مذكور ومشكور من المسؤولين عن الملف بالقطاع».
وقال المكلف بمهمة في وزارة الثقافة إنه «لا ينفي أن للآخرين جهودهم التي ينبغي الاعتراف بها والتنويه بها، ولكن لا ينبغي بالمقابل أن نغمط الآخرين حقهم من الذكر والاشادة»، وأنه كان «حاضرا ومشاركا أحيانا في جهود الرجل في وزارة الثقافة ولن أترك فرصة إنصافه تضيع، تماما مثلما لن أترك فرصة إنصاف غيره تضيع إن دعت الضرورة لذلك».
وشدد المكلف بمهمة في وزارة الثقافة على أن «الذي حرّك ملف المحظرة وأعاد إليه الحياة هو الوزير المختار ولد داهي.. والذي أعاد لوزارة الثقافة رونقها وجعل منها منبرا لإعادة صورة موريتانيا الثقافية الى الواجهة هو المختار ولد داهي وشواهد ذلك كثيرة».