الأدوية التي تحوي زيت السمك تقي من النوبات القلبية والسكتات الدماغية

توصلت دراسة علمية جديدة إلى أن تناول أدوية مشتقة من زيت السمك قد يقلل من احتمال الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية لدى المرضى المعرضين لمخاطر إصابة عالية على الرغم من تناولهم الأدوية المخفضة للكوليسترول. ووجد الباحثون أن الدواء الذي يحتوي على جرعات عالية من حمض “أوميغا 3” الدهني يخفض خطر الوفاة بسبب النوبات القلبية والسكتة الدماغية بنسبة 25 في المئة. وكان ذلك على رأس الأسباب التي تقلل من الآثار الجانبية للأدوية المخفضة للكوليسترول، وفقا لموقع “nbcnews“. كان لدى جميع المرضى في الدراسة العلمية الجديدة مستويات مرتفعة من الدهون الثلاثية، حيث تم تشخيص ما يقرب من 71٪ منهم بالإصابة بتصلب الشرايين أو نوبة قلبية أو سكتة دماغية، والباقي معرضون لمخاطر صحية متعددة، لكن لم يصابوا بأمراض القلب بعد. يقول الدكتور ديباك بهات، الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد والمدير التنفيذي لبرامج القلب والأوعية الدموية في مستشفى “بريغام والنساء” في بوسطن “أعتقد أننا عثرنا على معلومة مهمة هنا فيما يخص فئة جديدة من الأدوية، بصراحة، أعتقد أنها ستجذب الانتباه مثلما كان الحال مع اكتشاف الأدوية المخفضة للكوليسترول، عندما كنا نتعلم كل التأثيرات العلاجية التي يمكن للأدوية المخفضة للكوليسترول القيام بها. أعتبر هذا الاكتشاف بمثابة طفرة”. يحتوي هذا الدواء، الذي يحمل اسما رسميا هو “إيكوسابنت إيثيل”، واسما تجاريا هو “فاسبا” (Vascepa)، على شكل نقي من حمض أوميغا 3 الدهني “EPA”. تحتوي مكملات زيت السمك الغذائية التي لا تستلزم استشارة الطبيب على البعض من حمض “EPA” الدهني بالإضافة إلى غيرها من أحماض “أوميغا 3” الدهنية، ولكن بجرعات أقل بكثير من الدواء الموصوف. وقد أكد بهات، المؤلف الرئيسي للدراسة العلمية، على حقيقة أن إيكوسابنت إيثيل يختلف بشكل كبير عن مكملات زيت السمك التي لا تستلزم استشارة الطبيب. وقال بهات “إن ما درسناه ليس عبارة عن مكمل غذائي غير نظامي دون وصفة طبية، ولكنه دواء لا يؤخذ إلا باستشارة الطبيب يختلف كثيرا عن المكملات العادية. صحيح أنها مشتقة من مصادر بحرية، ولكن يتم تنقيتها بدرجة عالية من خلال عملية كيميائية معقدة، وهي دواء يصفه الأطباء”. وقال بهات أن دراسات متعددة أظهرت أن مكملات زيت السمك التي لا تستلزم استشارة الطبيب لا تحمي القلب، مضيفا “وقد يكون ذلك بسبب حمض “DHA” أحد أحماض الـ أوميجا 3، الذي يبدو أنه يرفع الـ “LDL” ، أو “الكوليسترول المضر”. وقد راقبت الدراسة الجديدة، وهي تجربة سريرية عشوائية، 8179 مريضا يعانون من ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية، كان لديهم مرض السكري بالإضافة إلى أحد مخاطر الإصابة بأمراض القلب أو مصابين بتصلب الشرايين أو تعرضوا بالفعل لأزمة قلبية أو سكتة دماغية لما يقرب من 5 سنوات. ويحصل المرضى على 2 جرام إما من “إيكوسابنت إيثيل” مرتين في اليوم أو علاج بديل يحتوي على أحد الزيوت المعدنية. وقد تمت رعاية التجربة من قبل شركة “Amarin” المنتجة لعقار “Vascepa”. وتم حصر عينة المرضى محل الدراسة فيمن بلغوا 45 عاما أو أكثر وأُصيبوا بمرض القلب، أو كانوا في سن الخمسين أو أكثر وكانوا مصابين بداء السكري، بالإضافة إلى احتمالية تعرضهم للإصابة بأمراض القلب. وكانت العقاقير المخفضة للكوليسترول قد خفضت بالفعل مستويات “الكوليسترول المضر” للمرضى، لكن لا يزال هؤلاء المرضى معرضين لخطر الموت بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. وفي ختام الدراسة، حدثت إصابات بآلام الصدر، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية، وموت القلب، وتركيب دعامات لمرض الشريان التاجي في 17.2 في المائة من المرضى الذين يتناولون “إيكوسابنت إيثيل”، مقارنة مع 22 في المائة من المرضى الذين يتناولون الأدوية الأخرى. كما أفاد الباحثون عن انخفاض بنسبة 25 في المائة في النوبات القلبية والسكتات الدماغية ووفيات أمراض القلب. وفي حين أن الدواء قد قلل بالفعل من مستويات الدهون الثلاثية، فإن هذا الانخفاض وحده لم يكن كافيا لشرح حجم التأثير على أمراض القلب في المجموعة التي حصلت على الدواء، كما قال الخبراء. وقال الدكتور مايكل بلاها، مدير البحوث السريرية في مركز جونز هوبكنز للوقاية من أمراض القلب “أعتقد أن هذه الدراسة ستكون دراسة فارقة، إنها حقا جديرة بالاهتمام والملاحظة”. وأضاف “مع كل النتائج السلبية في الدراسات التي بحثت في مكملات زيت السمك الغذائية التي لا تستلزم استشارة الطبيب للوقاية من أمراض القلب” قال بلاها الذي لم يشارك في البحث الجديد، مضيفا “أعتقد أن التوقعات لهذه التجربة كانت منخفضة ،ولكن استنادا إلى نتائج التجارب السريرية، لم أشاهد أي شيء بهذه القوة في مجموعة مثل هؤلاء المرضى منذ وقت طويل”. وتابع “في الواقع، ليس منذ إنتاج العقاقير المخفضة للكوليسترول”. فيما قالت الدكتورة نيشا جلاني من مركز علاج الأوعية الدموية في مستشفى نيويورك لكبار السن “إن النتائج الجديدة ستغير من الطريقة التي نتبعها في العلاج” مضيفة “أعتقد أنها رائعة للغاية”.