غزوانى أسديت معروفا حين قل فاعله../محمد المختار خطري - كاتب صحفي

كم هي سعادة وارتياح طلاب وشيوخ المحاظر الليلة وهم ينتهى إلى مسامعهم خبر إنشاء جائزة فخامة رئيس الجمهورية لحفظ وتحصيل المتون المحظرية؟ وكم هو مفرح ومطمئن للشنقيطى الليلة هذا القرار التاريخي؟
لقد وفق فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في هاذ القرار الذي لا شك سيعيد للبلاد مكانتها الحضارية والثقافية في المحافل الدولية فلقد عرف الشناقطة بالتفوق العلمي والثقافي وبالسفارة العلمية بحكم تفرد بلادهم بهذه الجامعات البدوية المتنقلة حتى شكلوا بذلك استثناء من القاعدة الخلدونية التي تعتبر"العلم ربيب الحضر".
كم هي سعادة طلاب المحاظر وهم يستيقظون في عز الليل وقد انتضوا ألواحهم وبرى النفوس طلاب...
السامرون على الدروس وقد *** سجى الليل الوديع وأسدل الهداب
كم هي سعادة طلاب المحاظر وشيوخهم وقد تجمعوا حلقا حلقا فيها تجمع سيبويه ويوسف ووالكاتبي والأشعري وأشهب..
فأحيانا يمليون لذكرى داراى *** وأفعى الجرهمى وذى رعين
كم هي سعادة طلاب وشيوخ المحاظر وهم يسمعون ويتلقون في محاربهم وبين كتاتيبهم وتحت أعرشتهم التي بنوا وتداركوا من الضياع والفساد بعدما تهدمت وتهاكلت فحلونها من كل وشي مرونق وآخين فيها بين ما أفسد الدهر.
كم هي سعادة هؤلاء وهم يسمعون عن رد الاعتبار واستعادة المجد الذى لن يصلح آخر أمتهم كما صلح أولها إلا به.
كم هي سعادة هؤلاء وهم يتحلقون في تعاون وتسامر علمي بديع جمع شتى الفنون والعلوم على طاولة واحدة وفى صدر شيخ واحد كأنه مفتى الديار الألكترونية "كوكل".
فمن منشد بان الخليط ومنشد *** خليلي غضا أو تذكرت والذكرى
ومن منشد بانت سعاد ومنشد *** ألا عم صباحا أو قفا نبك من ذكرى *
إن قرارات ومواقف القادة والعظماء تكون بحجم ومكانة مصالح الأمم والشعوب، ولعمرى فلقد كان قرار فخامة الرئيس اليوم وحكومته قرارا يلبي رغبة وتوق وتطلع الموريتاني الأصيل المنبعث من هذه الأرض البعيد من المسخ والسلب الحضاريين.
فشكرا سيادة الرئيس ولن يضرك ما فعلت بعد اليوم، فلقد أصبحت لدى جمهور العلماء وطلاب المحظرة ومشيختها من أهل بدر، فلتعمل ما شئت فلقد غفروا لك...